بن قردان...ملحمة صنعتها بطولات الأمنيين والعسكريين ووحدة التونسيين ضد الإرهاب
تتسارع الأحداث في مدينة بن قردان منذ أكثر من أسبوعين، ويعيش الأهالي منذ الاثنين 7 مارس 2016 على وقع المواجهات والاشتباكات والمداهمات بعد أن حاولت مجموعة من الإرهابيين السيطرة على المنطقة بهدف إعلانها ''إمارة داعشية''، وقد أسفرت المواجهات المسلحة إلى حد اليوم الاثنين عن القضاء على إرهابيين اثنين في مواجهات جدّت يوم السبت 19 مارس 2016 وهما الإرهابيين مختار والطيب مارس في منطقة العامريّة في عمليّة ثانيّة يوم الأحد 20 مارس وعلى عنصر إرهابي ثالث وهو محمد الكردي الذي كان يتحصّن بمنزل بجهة الصيّاح لترتفع حصيلة الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم إلى 52 إرهابيا والقبض على 9 آخرين، واستشهد خلال المواجهات 19 شخصا بين أمنيين وعسكريين ومدنيين.
العملية كانت ملحمة حقيقية قادتها قواتنا المسلحة من الوحدات الخاصة للحرس الوطني وفرقة الطلائع والقوات العسكرية الخاصة التي تمكنت من القضاء منذ الساعات الأولى من المواجهات على 10 إرهابيين، وعقب هذه الأحداث المتسارعة، تم إقرار حظر التجول بالمنطقة فيما تواصلت عمليات تعقّب الإرهابيين الفارّين والكشف عن عدد من مخازن للأسلحة التي كانت ستستعمل لزعزعة استقرار تونس.
ملحمة وبطولات أهالي بن قردان
ولم تخل الملحمة من بطولات الأهالي الذين هبّوا لمساندة الأمن والجيش، وكانوا حاضرين مهللين مع كل نهاية عملية محاصرة أو مطاردة 'تحيا تونس' وبالروح بالدم نفديك يا علم'. ورغم وجعهم وفقدانهم عددا من ذويهم الشهداء الذين سقطوا في هذه العملية إلا أن تصريحاتهم كانت مفعمة بحب تونس وبالدفاع عن رايتها كلفهم ذلك ما كلفهم حتى وإن كان على حساب قوت يومهم وسلامة ذويهم.
ولعل تصريحات والد أصغر شهيدة بالمنطقة "بلادي قبل أولادي ووطني قبل بطني" كانت بمثابة الدرس القاسي لعدد ممن أرادوا شرا بتونس ولمن يدعون الوطنية.
تصريحات الأهالي رافقتها صور جمعتهم بجنودنا وأمننا خلال العمليات.. صور خلّدت ووثّقت ملحمة حقيقيّة كان أبطالها أيضا مواطنون عزل يحملون الحجارة لحماية العون ومساندته ويستعملون سياراتهم لتمشيط المنطقة، ويطاردون إرهابيا مسلحا بأيادي فارغة متسلحين بالشجاعة والقوة وبحب الوطن لا غير.
كما وثقت الصور أيضا لتماسك وتضامن التونسيين الذين هبّوا من كامل تراب الجمهورية ونظموا قافلات تضامنية وحملات للتبرع بالدم لفائدة المصابين من أبناء المؤسستين الأمنية والعسكرية ومن المواطنين.
الملحمة كشفت أيضا أسودا يحقّ لتونس أن تفخر ببسالتهم وباستماتتهم في الدفاع عن سيادتها وأرضها مثل العريف بطلائع الحرس الوطني البالغ من العمر 25 سنة الذي واصل القتال ببسالة إلى جانب رفاقه يوما كاملا متجاهلا إصابته برصاصتين غادرتين.
شعب..فداء لهذا الوطن
ملحمة بن قردان نصر معلن في معركة تونس ضد الإرهاب، ودرس يكرّس معنى الوطنيّة وحب الراية الوطنية... كما حملت الملحمة في طيّاتها العديد من الرسائل مفادها أن أبناء الشعب سيكونون فداء لهذا الوطن وسدا منيعا أمام كل محاولة لزعزعة أمنهم أو المساس بأرض قدمت العديد من الشهداء من أجل صنع مجدها واستقلالها.
غادة مالكي